الأحد، 24 يناير 2016

الفنان مايكل انجلو

مايكل‌ أنجلو:

مايكل‌ أنجلو رسام ونحات ومهندس وشاعر إيطالي كان لإنجازاته الفنية الأثر الأكبر على محور الفنون ضمن عصره وخلال المراحل الفنية الأوروبية اللاحقة. اعتبر مايكل أنجلو أن جسد الإنسان العاري الموضوع الأساسي بالفن مما دفعه لدراسة أوضاع الجسد وتحركاته ضمن البيئات المختلفة. حتى أن جميع فنونه المعمارية كانت ولابد أن تحتوي على شكل إنساني من خلال نافذة، جدار أو باب   سواء كان تحدي جسدي أو عقلي كان مايكل أنجلو يبحث دائما عن التحدي وأغلب المواضيع التي كان يعمل بها كانت تستلزم جهدًا بالغاً سواء كانت عبارة عن لوحات جصية أو لوحات فنية كان مايكل يختار الوضعيات الأصعب للرسم إضافة لذلك كان دائما ما يخلق عدة معاني من لوحته من خلال دمج الطبقات المختلفة في صورة واحدة وأغلب معانيه كان يستقيها من الأساطير، الدين ومواضيع أخرى. نجاحه في قهر العقبات التي وضعها لنفسه في صنع تحفه كان مذهلا إلا أنه كثيرا ما كان يترك أعماله دون إنجاز وكأنه يُهزم بطموحهِ نفسه ( فهيم،2010م ،ص ص 42 -43).
ورغم كون مايكل أنجلو من الفنانين شديدي التدين فقد عبر عن أفكاره الشخصية فقط من خلال أعماله الأخيرة. فقد كانت أعماله الأخيرة من وحي واستلهام الديانة المسيحية مثل صلب السيد المسيح و خلال مسيرة عمله فقد تعرف مايكل على مجموعة من الأشخاص المثقفين يتمتعون بنفوذ اجتماعي كبير. رعاته كانوا دائما من رجال الأعمال الفاحش الثراء أو رجال ذوي المكانة الاجتماعية القوية وطبعاً أعضاء الكنيسة وزعمائها، من ضمنهم البابا يوليوس الثاني. كليمنت السابع وبولص الثالث. مايكل أنجلو سعى دائما ليكون مقبولاً من رعاته لأنه كان يعلم بأنهم الوحيدون القادرون على جعل أعماله حقيقة .و من صفات مايكل أنجلو أنه كان يعتبر الفن عمل يجب أن يتضمن جهدا كبيراً وعملاً مضنياً فكان معظم أعماله أعمال تتطلب جهداً عضلي وعدداً كبيرا من العمال وقليلاً ما كان يفضل الرسم العادي الذي يمكن أداءه بلباس نظيف ، وتعتبر هذه الرؤية من إحدى تناقضاته التي جعلته يتطور في نفسه من حرفي إلى فنان عبقري قام بخلقه بنفسه ، وقام مايكل ‌أنجلو في فترة من حياته بمحاولة تدمير كافة اللوحات التي قام برسمها ولم يبق من لوحاته إلا عدة لوحات( الخليلي،2011م ،ص ص 36-37).
ومن أهم لوحاته ما يلي :
1- تمثال النبي موسى  Mosè statua عام 1515م ، المكان: متحف روما:
موسى هو تمثال من الرخام ، وتعتبر هذه المنحوتة من الأعمال الفنية الشهيرة للفنان مايكل آنجلو بدأ مايكل أنجلو العمل على قبر البابا يوليوس الثاني حيث وضع في نهاية مذبح كاتدرائية القديس بطرس في روما. أراد مايكل أنجلو من تصميماته الأولية أن يخصص القبر بقاعدة من ثلاث طبقات فمن الأسفل قام بتصوير مشهد النصر للعبيد وتحريرهم وفوقهم كان هناك أربع أشكال جالسة تتضمن موسى والقديس بول وأخيرا ملائكة تحمل إما تابوت أو البابا(الجابر،2009م ،ص 47).
وأخيرا وضمن الشكل العام هناك حوالي أربعين شكلاً تتموضع على المشروع مشكلة فيما لو جمعت بجانب بعضها البعض بناء من ثلاث طوابق. إلا أن مجال العمل وتوسعاته تم تضيقه بشكل كبير وواسع نتيجة ضغوط العمل والمشاريع الأخرى التي بالتالي أجلت إنجاز هذا العمل. في النهاية ثلاثة أشكال فقط من صنع مايكل أنجلو وضعت على القبر الذي استقر في روما كنيسة سان بييرو ، فينسولي. أقوى هذه الأشكال كان تصوير موسى سنة 1515 ويعتبر هذا النحت مثالاً حي لقدرة مايكل على منح صخرة جامدة الحياة والحركة. حيث صور موسى مفتول العضلات جالساً منحنياً بجسده إلى اليسار قليلاُ وملتفتاً برأسه إلى اليمين بشدة وكأنه ينظر إلى شعبه بغضب وهم بعبدون إلهاً مزيف( شداد،2009م ،ص ص 27-29).
 من أمثلة المواقع التي تشرح اللوحة:

2- تمثال بيتتا statua Batta 1547-1555 ، المكان:   روما:
بيتتا تعتبر واحدة من الأعمال التي لايمكن نسيانها للفنان مايكل آنجلو في كاتدرائية القديس بطرس بمدينة الفاتيكان. ويجسد العمل تصويرا للسيد المسيح وهو في حضن أمه مريم العذراء بُعيد إنزاله عن الصليب. موضوع العمل كان مشهورا في فرنسا وشمالي أوروبا ذلك الوقت إلا أن الأعمال السابقة كانت غير ملائمة حيث كان يتم تصوير جسد مريم العذراء هزيلا صغيرا مقارنة مع جسد السيد المسيح فتصبح الصورة ركيكة وغير منطقية، كما أن المبالغة الهائلة في تصوير جروح السيد المسيح سعيا لاستثارة عواطف المشاهد كانت غير مبررة(عماد،2004م ،ص 58).
فنسخة مايكل آنجلو من هذه المنحوتة كانت نسخة غاية في الجمال والرقة حيث صور مريم العذراء وهي تنظر نحو ابنها المضرج بالدماء نظرة صامتة شديدة الحزن والأسى على فقدانها لفلذة كبدها، وتكاد لا ترى الجروح التي ألمت بالمسيح إلا أنك مع ذلك تتفاعل مع هذه المنحوتة وتتحرك مشاعرك بالضبط كما أراد مايكل آنجلو. وكان مايكل قد استخدم الإيماءات بدلاً من استخدام الجروح سعيا منه لاستثارة العواطف والمشاعر، حيث تستطيع أن ترى كيف تشد مريم العذراء انتباهنا إلى ابنها المتوفى بواسطة يدها اليسرى، في حين تلتفُ يدها اليمنى لتعانق المسيح برقة، رافعة ساعده قليلاً مما يجعل يده ممتدة مرتخية دون حراك(محمود،2007م ،ص 63).
 من أمثلة المواقع التي تشرح اللوحة:
3- سقف كنيسة سيستاين Chiesa tetto Sastein (1508–1512) ، المكان:   روما:
سقف كنيسة سيستاين وهو زخرفة سقف كنيسة سيستاين في الفاتيكان، خلال الفترة الواقعة بين سنة 1508 و1512. حصل ميكيلانجلو، خلال نفس الفترة التي كان يقوم أثنائها بالعمل على ضريح البابا يوليوس الثاني، على إجازة تخوله طلاء وزخرفة سقف كنيسة سيستان، وقد أنجز هذا العمل خلال 4 سنوات تقريبا (1508–1512). وفقا لما تفيد به قصة ميكيلانجلو، فإن دوناتو برامنتي ورفائيلو سانزيو هما من أقنع البابا باستخدام ميكيلانجيلو في حقل إبدعي ليس مألوفا له. وكان الغرض من وراء ذلك أن يعاني ميكيلانجيلو من عدم الثناء على عمله هذا وبالمقابل يرى رفائيل يحصل على كل الثناء بيد أنه كان الرسّام الأكثر شهرة في ذلك الوقت، إلا أن هذه القصة يرفضها المؤرخون الحاليون بسبب الأدلة المعاصرة، ويُعتقد بأنها لا تمثل سوى وجهة نظر الفنان الخاصة من هذا الأمر. كان من المفترض لميكيلانجيلو أن يقوم برسم تلاميذ المسيح الإثني عشر على خلفيّة سماء برّاقة، لكنه رغب بالقيام بأمر أكثر تعقيدا، وهو رسم خلق الإنسان، هبوطه من الجنة، والخلاص الموعود عن طريق الأنبياء وأنساب المسيح. ضمّت اللوحة النهائية ما يزيد عن 300 رسم، وكانت حلقاتها التسعة المركزية مستوحاة من سفر التكوين ( جيلاي Gelay ، 2013م ، ص3).
من أمثلة المواقع التي تشرح اللوحة:  
4- غرفة المقدسات stanza santità (1519 – 1534) ، المكان : كنيسة سان لورينزو بفلورنسا.
في سنة 1519 كلفه آل ميديشي ببناء مصلى جنائزي ثانٍ في كنيسة سان لورينزو بفلورنسا ،   وقد صُممت لاستيعاب قبور القادة جوليانو دوق نامور ولورينزو دوق أوربينو المتوفين حديثاً، إضافة ً إلى العظماء لورينزو وجوليانو دي ميديشي (الجابر،2009م ،ص 45).
وكالعديد من مشاريع ميكيلانجيلو فقد مرت تصاميمه خلال عمليات تحوير كثيرة قبل تنفيذها، حيث انتهت إلى جدارين تابعين لقبرين مقابل بعضهم البعض ضمن غرفة ضخمة مقببة. وقد تصور ميكيلانجيلو القبرين الأولين كممثلين لمتناقضين متكاملين، حيث مثل جوليانو الشخصية الفعالة المرنة أما لورينزو فمثله كمتصوف متأمل، وقد وضع أجساد عارية مثلت النهار والليل أسفل جوليانو، أما لورينزو فقد وضع له أجساد عارية تمثل الفجر والغسق( زيتون،2010م ،ص 69) .
من أمثلة المواقع التي تشرح اللوحة:

5- مشروع المكتبة الأنيقة L'elegante Progetto Biblioteche (1524 - 1534) ، المكان : كنيسة سان لورينزو بفلورنسا.
مشروع المكتبة الأنيقة (1524 - 1534) المتعلق بكنيسة القديس لورينزو فكانت التي جاورت
الكنيسة، ومن خلالها برهن مايكل انجلو على قدراته المعمارية حيث قام بدءاً من خلال هذا العمل وما تلاه من أعمال معمارية بخلق منهج خاص به حيث دمج نمط الأعمدة المتجاورة مع الأقواس
والمثلثات وقام بحرفها وتنصيبها لتعطي شعوراً موجيا متدفقا.  ، ومن خلال الدرجات تظهر لمسات مايكل انجلو بجعله الدرج محنياً ومكوراً بشكل يعطي إحساس بأن الدرجات تفيض للأسفل وبشكل عرضاني وليس للأعلى، للدرجات المستقيمة على الجانبين تجعل الناظر يشعر بانجذاب بصري
نحو الصعود على هذه الدرجات(محمود،2007م ،ص 86).

 من أمثلة المواقع التي تشرح اللوحة:
 
5-مشروع ساحة كامبيدوجليو البرلمان  Progetto Piazza del Campidoglio (1539) ، المكان : روما.
ساحة كامبيدوجليو البرلمان، بدأ العمل على تصاميم هذا العمل خلال سنة 1539 ولكن أكملت فيما بعد على يد آخرين. بدأ ميكيلانجيلو بإعادة التصميم لهذه الساحة بدءا من قاعدة التمثال الروماني البرونزي "الإمبراطور ماركوس" وهو على ظهر حصانه، وإنشاء واجهات جديدة متطابقة للأبنية المتقابلة ونهاية سلالم عريضة تسهل عملية الوصول للساحة. القاعدة البيضاوية التي قام بتصميمها للنصب التذكاري أصبحت مركز الساحة التي نقشت نقوش بيضاوية متداخلة على شكل تموجات ومشكلة خطوط متقاطعة مما يسبب خداع بصري للقادم عبر الدرجات فيشعر بدوار بسبب التداخل البصري. استطاع ميكيلانجيلو إضفاء الحيوية والديناميكية ببراعة على هذه الساحة مما أعاد الأهمية
إليها وجعلها تستعيد هيبتها السياسية والمدنية لتصبح قلب روما من جديد(البابطين،2008م ،ص ص 69-71).
من أمثلة المواقع التي تشرح اللوحة:
7- كاتدرائية القديس بطرس Basilica di San Pietro (1506) ، المكان : روما.
  تم تكليف مايكل انجلو بإكمال التصاميم المتعلقة بها، كان البابا يوليوس الثاني في البدء قد كلف بهذا العمل منافس مايكل أنجلو في ذلك الوقت دوناتو برامانتي وذلك في سنة 1506، حيث صور برامانتي الكنيسة على شكل الصليب الإغريقي المتساوي الأطراف مغطاة بقبة ضخمة، وعند بوفاة برامانتي سنة 1514 كانت الدعائم فقط قد أنجزت، بعد ذلك توالى عدد من المعماريين على بناء هذه الكاتدرائية وفي النهاية وصلت إلى مايكل انجلو الذي عاد إلى تصاميم برامانتي فقام بتعديل التصاميم فضغط حجم الكنيسة وحرر الدعائم موحداً المنظر الخارجي مع أعمدة ضخمة ناتئة ذات رؤوس مستدقة اختتمها بواجهة مثلثيه، وحول قاعدة القبة مدد الأعمدة الناتئة بأعمدة مستديرة بالكامل متصلة بالقاعدة، وبالنتيجة كان مايكل أنجلو قد حل على بناء يعطي مظهراً معقداً يوحي بالقوة والمرونة بذات الوقت(عماد،2004م ،ص ص 124-126).
من أمثلة المواقع التي تشرح اللوحة:
 
7- منحوتة قبر يوليوس الثاني Scolpito la tomba di Giulio II (1505) ، المكان : روما.
منحوتة قبر يوليوس الثاني وهو عمل فني على قبر البابا يوليوس الثاني وقد وضع لاحقا في نهاية كاتدرائية القديس بطرس في روما. و في عام 1505 دعا البابا يوليوس الثاني ميكيلانجيلو ليعود إلى روما حيث حصل على إجازة لبناء ضريح البابا. إضطر ميكيلانجيلو، تحت رعاية البابا أن يتوقف عن العمل في الضريح عدد من المرات ليقوم بتنفيذ مهام أخرى من المهام العديدة التي كانت موكلة إليه، وبسبب هذه المقاطعات، فإن العمل على القبر لم ينتهي إلا بعد مرور 40 سنة، وحتى عند ذلك فإن ميكيلانجليو لم يعتبر أنه أنجز العمل كما كان يجب.  وجثمان يوليوس الثاني لم يوضع بداخل الضريح كما كان مقررا، حيث أنه توفي عام 1513 بينما انتهى العمل بالقبر عام 1545( يونس،2007م ،ص 86).
من أمثلة المواقع التي تشرح اللوحة:
8- عذاب القديس أنطوني Tormento di Sant'Antonio ، قرابة (1487-1488)، المكان : روما.
كان مايكل أنجلو إنسانا يتعامل بطريقة متعجرفة مع الآخرين، وكان غير راضيا عن منجزاته الشخصية. وكان يعتبر مصدر الفن أحاسيس داخلية متأثرة بالبيئة التي يعيش فيها الفنان، على النقيض من أفكار ليوناردو دا فينشي، فقد رأى مايكل أنجلو الطبيعة عدوا للفن ويجب القضاء عليه، لذلك يُلاحظ أن منحوتاته تظهر على هيئة شخصيات قوية ديناميكية منعزلة تماما من البيئة المحيطة الشخصية الرئيسية، وكانت فلسفة ميكيلانجيلو الإبداعية تكمن في تحرير الشخصية المحبوسة في رخام التمثال، وكان هو نفسه مقتنعا أن لكل صخرة تمثالا مسكونا بداخلها وإن وظيفة النحات هو اكتشاف التمثال في ثنايا الصخر مثل تلك اللوحة (Lami ، 2013، ص 7).
من أمثلة المواقع التي تشرح اللوحة:
 
9- لوحة يوم القيامة Giorno Panel della Resurrezione:القديس برثلماوس يحمل سكينه بيد وجلده المسلوخ باليد الأخرى ، بين عامي (1490-1492) ، المكان : روما.
على الرغم من إنكار مايكل انجلو لفضل غيرلاندايو في تعليمه أي شيء إلا أنه من الواضح أنه تعلم منه فن الرسم الجداري حيث أن رسومه الأولية كانت قد أظهرت طرق ومناهج اتبعها غيرلاندايو. في الفترة الممتدة بين عاميّ 1490 و1492 أمضى وقته في منزل لورينزو دي ميديشي المعروف بلورينزو العظيم الراعي الأهم للفنون في فلورنسا وحاكمها. حيث كان المنزل مكان دائم لاجتماع الفنانين الفلاسفة والشعراء. ومن المفترض أن مايكل انجلو قابل وتعلم من المعلم الكهل بيرتولد و الذي كان قد تدرب مع دوناتلو فنان القرن الخامس عشر في فلورنسا. ومنهل لوحة  يوم القيامة التي تصور القديس برثلماوس يحمل سكينه بيد وجلده المسلوخ باليد الأخرى( الخليلي،2011م ،ص ص 53-55).
 من أمثلة المواقع التي تشرح اللوحة:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق